آخر الأحداث والمستجدات
ما يمكن أن يقوله الرئيس في 'التقرير الإخباري لجماعة مكناس في دورتها العادية لشهر أكتوبر'
يعقد مجلس جماعة مكناس دورته العادية لشهر أكتوبر طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي رقم 14-113 المتعلق بالجماعات. وذلك يوم الخميس 05 أكتوبر 2017 ابتداء من الساعة العاشرة صباحا بقاعة المؤتمرات "حمرية " لدراسة مجموعة من النقاط المدرجة في جدول أعمال محصور.
لن نفصل القول في النقاط التقنية الكلية، بل سوف نتوقف عند نقطة فريدة ومميزة بالاستهلال الافتتاحي للدورة. إنها نقطة " التقرير الإخباري لرئيس جماعة مكناس". مجموعة من التنبؤات السبقية تلاحق كل من يحضر الجلسة الافتتاحية، ماذا سيقول الرئيس لأعضاء المجلس؟، لكننا اليوم بالتخمين سنجعل من رئيس المجلس مسبقا يتحدث بلسان حال واقع ساكنة مكناس، مع إضافة مستملحات من توابل تدخلات أعضاء المعارضة، ونطلب السمح من الرئيس كفضيلة.
بعد البسملة والحمد التام لله، استهل الرئيس مداخلته الإخبارية معلنا للجميع أن الصبر مفتاح الفرج فالأشغال الإصلاحية بشوارع مكناس رغم تقدم نسبة إنجازها فإنها تعاني مجموعة من أشكال التعثر وإصلاح الإصلاح و الانتظارية بالتصفية النهائية، وأعطى السيد الرئيس مثالا في أرصفة حمرية كشاهد على حال مكناس. فيما أشار إلى أن كل الشوارع الأخرى فقد تم تجاوز الإصلاح فيها كل الإشكالات القانونية والتوقفات غير الإرادية ، ولكن الله غالب كثرة الأثربة والحفر شكلت لنا عائقا لذا آثرنا أن نتحدث مع الساكنة بعلامات تشوير مكتوبة " طريق غير صالحة شكرا على تفهمكم".
ثم انتقل السيد الرئيس إلى المجال البيئي حيث استأثر مطرح النفايات بالاهتمام، وأعلن أن كل المجهودات والحلول المكثفة لمحاصرة الروائح الكريهة لم تفلح، فلا محطة المعالجة ولا العطر استطاعا من التقليل من عناد الروائح التي تلفح أنوف ساكنة شطر المدينة الشمالي. وبعد شربة ماء من قنينة معدنية وحمده لله، أكد الرئيس أن الأمر صار بيد لجنة يشرف عليها رئيس مصلحة النظافة و الحفاظ على البيئة بجماعة مكناس وهي تنظر في الحلول الممكنة مستقبلا !!!. أما فيما يهم المتنزهات والحدائق العمومية فالرئيس رفع يده للسماء وأعلن أن الجماعة لم تستطع مواكبة أو إصلاح أي فضاء أخضر لذا لا بد من التدبير المفوض لهذا القطاع و به وجب التفكير. وكان لمشكل الإنارة العمومية الضعيفة أو انعدامها بجل أحياء المدينة مساحة أكبر من مداخلة الرئيس حيث حمل "لاراديم" المسؤولية الكاملة، ووعد بمدارسة خلق إضاءة جيدة لكل الأحياء مستقبلا.
أما في المجال الثقافي والرياضي فقد زف للحاضرين اشتغال المجلس على النسخة الثانية من مهرجان مكناس، وأكد أن المهرجان سيكون بشراكة مع مجموعة من الجمعيات المحلية المتبارية فيما بينها. وقد لوحظ في الجانب الأيسر شغب بعض الأعضاء تستفسر بالهمس عن المبلغ الذي صرف على مهرجان مكناس للسنة الماضية؟، وعن المبلغ الذي سيصرف في هذه السنة؟. و قولهم جهارا لما لا نفكر في بناء مسرح كبير قبل صرف الملايين على مهرجانات لا تسمن ولا تغني من جوع الأزمة الحضارية لمكناس؟!. فيما كانت هناك ابتسامات خفيفة عن يمين القاعة تعبر عن موسم النشاط و الفرجة المجانية أنه اقترب. وعند نقطة الرياضة أخبر السيد الرئيس أعضاء المجلس عن اللقاء مع المكتب الجديد للنادي المكناسي والصورة المسوقة له إعلاميا، والوعود الأولية بين الدعم المالي والصعود إلى الصفوة الاحترافية، لكنه آثر عدم الخوض في كل الإكراهات والإختلالات التي تعانيها الرياضة بمكناس بشكل عام، وترك شأن الدعم معلقا إلى حين من الزمن الآتي. وأشار علانية أن ميزانية الجماعة لا تسمح ببناء ملعب كبير ولا حتى التفكير فيه، ولا حتى في توسيع خريطة ملاعب القرب، والمال العام للدولة لم تستفد منه مكناس البتة.
وفيما يهم أملاك الجماعة فقد توقف السيد الرئيس مليا في هذه النقطة، وأعلن في هذه الغاية، أنه يسهر شخصيا على مسك وتحيين سجل محتويات أملاكها وتسوية وضعيتها القانونية، ويقوم بجميع الأعمال التحفيظية المتعلقة بحقوق الجماعة. وأن "زمام تركة" جماعة مكناس سيكون جاهزا بالحصر النهائي عند افتتاح الدورة الربيعية.
وقد ضرب الرئيس بقوة على الطاولة في نقطة احتلال الملك العمومي والأسواق العشوائية المحدثة، وأكد أن آلة الهدم ستتحرك بدعم من السلطات المحلية، لكنه لم يحدد آجالا معقولة لتحرير الملك العمومي والقضاء على الأسواق العشوائية التي أضحت مكناس محجا لهجرة الباعة المتجولين.
هذه كلها تخيلاتنا لافتتاح دورة أكتوبر لجماعة مكناس. بادئ ذي بدء نلتمس السمح من الرئيس بالتحدث بضمير لسانه، أود ثانيا تحصين منطلقنا من ملاحظات أولية نتفق عليها، ليستوثق الجميع من حسن النية غير القابلة إلى التحلل. نية تسكننا حبا وتعلقا بمدينة مكناس، هي الغيرة الوفية بالإيجاب ولن ننزعها من صدور قلوبنا، هي وازع أساسي يسكننا ويحركنا وينطقنا حتى بالنقد البناء، هي أننا لسنا ضد مكتب المجلس ولا ضد المهرجانات والاحتفالات المتلاحقة التي يدعمها المجلس من المال العام ، ولا نمتلك أية نظرة تقزيمية أو تبخيسية لأدوار الفن بشتى أنواعه، ولا من هيكلة البنية التحتية للمدينة.
لنرجع شيئا ما إلى التاريخ غير البعيد، والمجهودات المتشاركة بالتكامل التي أثمرت بحدود سنة 1996 الاعتراف الرسمي من طرف منظمة اليونسكو (7دجنبر 1996) بكون مكناس تراثا عالميا. فمنذ التنصيص بالتوقيع على البرتوكول نتساءل هل زادت حقينة السياح بمكناس؟ هل ارتفعت أيام المبيت بمكناس؟ هل فكرنا في منافذ أخرى لجلب السياحة؟ هل حصَنا أسوارنا الإسماعيلية من السقوط و الانهيار؟ هل وضعية ساحة الهديم المحتلة تبخس الصورة التسويقية لمكناس؟ كيف يمكن أن تستغل ساحة الهديم كمثيلتها بمراكش؟ هل عززت المهرجانات المتناسلة موقع مكناس في المنافسة الاقتصادية وجلب الاستثمارات ورؤوس الأموال ؟ هل الإقامات السياحية الفندقية لها التنافسية القطبية أم أن فاس تأتي على حصة الأسد؟.
هي ذي الأسئلة التي آثرنا فتح نقاشا فيها مع القارئ، فلا نحن مع من يركب على فعل ( إنا عكسنا) ، ولا نحن من دعاة العدمية. هي ذي الدعوة الجماعية التي نريد تحريك النقاش فيها ، والتي لا تدعو إلى تبخيس تفكير ورؤية عمل تدبير المدينة، ولا تنقص من وجاهة أي رأي ولو مضاد، ولكننا ندفع ونبحث إلى تجويد العلاقة بين المنتخبين و أبناء مكناس من الساكنة، إنه التفكير بمتوالية الارتقاء بمكناس الإسماعيلية ولو بفتح نافذة للنقاش.
محسن الأكرمين.
الكاتب : | محسن الاكرمين |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2017-09-29 01:00:16 |